تعتبر الامطار الحمضية من أكبر المشكلات البيئية المعروفة في الوقت الحالي، والتي تتطلب سرعة التحرك للحد من أخطارها وآثارها المميتة. إذ يتكون المطر الحمضي من تفاعل الأمطار مع الملوثات العالقة في الغلاف الجوي مكونة مركبات حمضية ضارة تحملها الرياح بسهولة. وتسقط مع الأمطار والثلوج والضباب، ويؤثر المطر الحمضي بشكل ضار للغاية على النظام البيئي وجميع الكائنات الحية، وهذا ما سنتعرف عليه خلال هذا الموضوع.
ما هي الامطار الحمضية
يعبر مصطلح الامطار الحمضية أو Acid Rain بالإنجليزية عن أنواع مختلفة من أشكال الترسيب التي تحتوي على مكونات حمضية كأحماض الكبريت والنيتروجين. تقع هذه الترسيبات من الغلاف الجوي على سطح الأرض بأشكالها الرطبة والجافة. وقد صاغ العالم الاسكتلندي روبرت أنجس هذه المصطلح في عام 1852، بعد دراسة كيمياء الأمطار بالقرب من المدن الصناعية. وفي خمسينات القرن الماضي أصبح المطر الحمضي قضية عالمية، نظرًا لخطورة أثارها السلبية على البيئة والإنسان.
أسباب تكون الامطار الحمضية
هناك عدة أسباب وراء تكون المطر الحمضي، ومنها أسباب طبيعية مثل: أنشطة البراكين وتحلل النباتات. ولكن أهم أسباب تكونها هو النشاط البشري. حيث يتمثل في انبعاثات أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين التي تخرج من محطات توليد الطاقة، ومصانع تكرير النفط. علاوة على انبعاث نسبة كبيرة من محطات توليد الطاقة الكهربائية.
كيف تتكون الامطَار الحِمضية؟
تتفاعل الغازات التي تحتوي على أكاسيد الكبريت مع أكسجين الهواء في وجود أشعة الشمس فوق البنفسجية، ما يكون ثالث أكسيد الكبريت. ثم بعد ذلك، يتحد ثالث أكسيد الكبريت مع بخار الماء الموجود في الهواء مكونًا حمض الكبريتيك، الذي يبقى معلقًا في الهواء، وتنقله الرياح. إضافة إلى ذلك، يتحد هذا الحمض مع مواد قلوية موجودة في الهواء، مكونًا مركبات جديدة تسمى كبريتات النشادر.
أشكال الامطار الحِمضيّة
عند هطول المطر الحمضي من الغلاف الجوي على سطح الكرة الأرضية، يأخذ واحد من الأشكال التالية:
- ترسيب رطب: هو تساقط الأحماض الكبريتية وأحماض النترات التي تتكون في الغلاف الجوي على سطح الأرض. وتكون ممزوجة بالمطر والضباب والثلج، أو أي شكل من أشكال الأمطار.
- ترسيب جاف: هو تراكم الغازات الحمضية التي تسقط من الغلاف الجوي على المسطحات مثل: المباني والنباتات والمسطحات المائية. ومع سقوط المطر على هذه المسطحات تمتزج مع تلك المكونات مكونة مطر حمضي، يصل بعد ذلك للأنهار والمحيطات. كما تنتقل للحياة البرية، وتتفاعل مع جزيئات أخرى مكونة مركبات ذات خطورة أكبر على صحة الإنسان.
الآثار المترتبة على الامطار الحمضية
أصبحت الامطار الحمضية خطرًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، نتيجة لتأثيراتها الضارة على البيئة. حيث تلحق أضرارًا تشمل ما يأتي:
البحيرات والأنهار
يتسبب المطر الحمضي في ارتفاع حموضة المياه، ما يتسبب بدوره في قتل أعداد كبيرة من الأسماك. كما تتسبب في حدوث تشوه للأسماك الصغيرة، وتمنع حدوث عملية فقس البيض بالشكل الطبيعي. فعندما يصل الرقم الهيدروجيني للمياه إلى أقل من 4 تختفي جميع أنواع الحياة في النهر أو البحيرة، ما يؤثر بالتالي على السلسلة الغذائية، فباختفاء بعض أنواع الأسماك التي تعد طعامًا لحيوانات أخرى، تبدأ هذه الحيوانات في الاختفاء أيضًا.
الأشجار والتربة
هناك عدة طرق يؤثر بها المطر الحمضي على النباتات والتربة، ويجعلها أكثر عرضة للأمراض، ويقلل من قدرتها على تحمل الظروف الجوية. تتمثل هذه الاضرار في:
- زيادة نسبة مواد سامة في التربة كالألمنيوم، يُصعب عملية امتصاص النباتات للمياه.
- يتسبب المطر الحمضي في تآكل الطبقة الشمعية التي تغطي الأوراق، ما يؤدي إلى تلفها، بالتالي تقل قدرة النبات على القيام بعملية البناء الضوئي.
- زيادة حموضة التربة يؤدي لإذابة المعادن والعناصر الغذائية المختلفة التي تعتمد عليها النباتات، ما يؤثر على نموها بشكل طبيعي. وتفقد التربة مكونات أساسية كالكالسيوم.
المباني والمنشآت
تتآكل المباني مع مرور الوقت بفعل تساقط الأمطار والثلوج والرياح. وتزيد الامطار الحمضية من سرعة هذه العملية بشكل كبير، ويشمل التآكل أيضًا التماثيل والكوابل والمركبات. وقد أوضحت الدراسات أن أي شيء مصنوع من حجر رملي أو جيري هو عرضة للتآكل بشكل أسرع متأثرًا بالمطر الحمضي.
صحة الإنسان
تنتج جزيئات صغيرة من أحماض الكبريتات والنترات نتيجة تفاعل الملوثات الموجودة في الغلاف الجوي مع أكاسيد الكبريت والنيتروجين. هذه المركبات لا تتسبب في أي أضرار للجلد، ولكن إذا وصلت هذه الجزئيات إلى الرئتين عن طريق استنشاق هذه القطرات أثناء المشي تحت المطر يؤدي ذلك إلى أضرار كبيرة لجهاز الإنسان التنفسي، إضافة إلى نوبات القلب. وخطر آخر كبير يسبب أمراضًا خطيرة للإنسان يتمثل في وصول هذه الأمطار إلى إمدادات المياه المنزلية.
حلول للحد من الامطار الحمضية
يوجد عدة حلول مقترحة فردية وجماعية للحد من مخاطر الامطار الحمضية، حيث تساهم في الحد منها ثم القضاء عليها، وهي كالتالي:
- الاعتماد على الغاز الطبيعي في محطات توليد الطاقة، حيث تنتج عملية حرق الغاز الطبيعي ملوثات أقل.
- استخدام مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مع وضع قيود على استخدام النفط.
- تزويد السيارات بالمحول الحفّاز، الذي يقلل من انبعاثات الأكاسيد الضارة في الجو.
- الاعتماد على الطاقة البدلية لتشغيل السيارات والمركبات المختلفة.
- الاستهلاك الرشيد للطاقة، فعملية إنتاج الطاقة تتسبب في الكثير من الانبعاثات الضارة المكونة للمطر الحمضي.
- غسل الفحم قبل استخدامه في المصانع ومحطات توليد الطاقة لإزالة بعض كميات الكبريت منه.
علاوة على ذلك، يجب التوعية بمخاطر الامطار الحمضية الجسيمة على جميع أنواع الحياة على كوكب الأرض. كما يجب العمل بالحلول المقترحة من أجل بيئة أكثر حيوية للإنسان والنبات والحيوان.
2 تعليقان
Comments are closed.
[…] كوكب الأرض داخل علم الجغرافيا أدى إلى صعوبة في تمثيلها بشكل مسطح […]
[…] كوكب الأرض داخل علم الجغرافيا أدى إلى صعوبة في تمثيلها بشكل مسطح […]