هل تساءلت يوماً عن مفهوم الامونيا الزرقاء، وما أهميتها في الصناعة، إذا كنت تريد معرفة المزيد حول مادة الأمونيا ودورها الكبير في الابتعاد عن استخدام الوقود الكربوني الذي يسبب آثارًا جسيمة على الفرد والبيئة المحيطة. ننصحك بمتابعة قراءة هذا المقال من البداية وحتى النهاية.

ما هي الامونيا الزرقاء

الامونيا الزرقاء عبارة عن غاز قلوي لا لون له. وتتكون من جزئ نيتروجين وثلاثة جزيئات هيدروجين، تتميز الامونيا الزرقاء بأن لها رائحة نفاذة. والرمز الكيميائي للأمونيا هو NH3، ويتم تحضيرها كيميائيًا بواسطة تقطير الفحم، وتعتبر أيضاً الأمونيا الزرقاء أخف من الهواء الجوي، ولكنها لا تشتعل في الهواء وتشتعل في وجود الأكسجين وتحدث لهبًا ضعيفًا. 

الأمونيا لا تكون فعالة إلا عندما تتفاعل مع المواد الكيميائية الأخرى، الأمونيا الزرقاء تعرف باسم هيدروكسيد الأمونيوم. ويعادل هذا المحلول الكثير من الأحماض الأخرى، ويكون أيضاً بعض أملاح الأمونيوم المقابلة. إذا أضفنا حمض الهيدروكلوريك (HCL) إلى هيدروكسيد الأمونيوم(NH4OH) ينتج لنا محلول كلوريد الأمونيوم NH4CL وذلك حسب المعادلة التالية:

NH4OH+HCL=NH4CL+H2O

تصنيف الامونيا الزرقاء

يتم تصنيف مادة الأمونيا على أنها زرقاء اللون عندما يتم إنتاجها من المواد الأولية للغاز الطبيعي. ويتم احتجاز ثاني أكسيد الكربون المنطلق من تلك العملية بواسطة تقنيات معينة. كما تصنف أيضاً مادة الأمونيا على أنها خضراء اللون عندما يتم استخراجها من الهيدروجين الكهربائي الذي ينتج من الموارد المتجددة. ومع وجود النمو المستمر في إنتاج الغاز الطبيعي تم توسيع إنتاج الامونيا الزرقاء وانخفاض كثافة الكربون وذلك للاستغناء عن الوقود الكربوني. يعتبر الوقود الأحفوري مصدرًا لما يقارب من 98% من المواد الأولية التي تستخدم في إنتاج الأمونيا.

أهمية الأمونيا الزرقاء

الامونيا الزرقاء لها دور كبير جداً مؤخرًا في إزالة الكربون، حيث يتم وصفها بأنها نوع من أنواع الوقود البديل. تمثل الأمونيا الزرقاء أحد الحلول الرئيسية في صناعة الشحن نحو الهدف الأساسي لإزالة الكربون الذي حددته المنظمة البحرية الدولية. تلعب أيضاً الأمونيا دورَا هامًا في إزالة الكربون من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، ولهذا تعمل اليابان جاهدةً لزيادة استخدام الأمونيا في الأعوام القادمة. تم استخدام الأمونيا الزرقاء في توليد الكهرباء لأول مرة سنة 2020. حيث أرسلت المملكة العربية السعودية أول شحنة من الأمونيا إلى اليابان لمنحها فرصة حقيقة في استخدامها والإبداع في تحولات الطاقة.

تحديات استخدام الأمونيا الزرقاء

يوجد الكثير من الصعوبات التي نواجها عند استخدام مادة الأمونيا، ومن أبرز تلك الصعوبات ما يلي:

• أولًا مادة سامة وقابلة للتآكل؛ تعتبر الأمونيا الزرقاء مادة سامة، وتعتبر أيضاً مادة قابلة للتآكل بسبب إنتاج أكسيد النيتروجين.
• ثانيًا قابلة للاشتعال والاحتراق؛ من عيوب تلك المادة أيضاً أن لها درجة حرارة اشتعال عالية جداً وسرعة لهب منخفضة، مما يجعلها قابلة للاشتعال والاحتراق في بعض المحركات والتوربينات. 
• أخيراً الإنتاج المكلف؛ يعد إنتاج الأمونيا الزرقاء في العصر الحالي مكلفًا إلى حد ما، وذلك بسبب التكاليف العالية لمصانع إنتاج الهيدروجين.

حقائق هامة عن الامونيا الزرقاء

إليكم بعض الحقائق والمعلومات الهامة عن مادة الامونيا الزرقاء والتي تتمثل فيما يلي:

• أولًا تستخدم مادة الأمونيا كوسيط لصنع الهيدروجين الأزرق الذي ينتج من الوقود الأحفوري ويتم فيها تخزين ثاني أكسيد الكربون بدلا من تركه في الغلاف الجوي. 
• ثانيًا تمتاز بأنها آمنة بيئيًا، لأنه لا ينتج عن احتراقها ثاني أكسيد الكربون، وذلك مقارنة بالوقود الأحفوري فهي أكثر نفعًا منه. 
• كذلك تعتبر مصدر آمن للكهرباء دون حدوث أي انبعاثات كربونية. 
• أيضا تمثل الأمونيا الزرقاء وقودًا من الجيل الأول، والأمونيا الخضراء من الجيل الثاني.
• أخيرا استخدام الامونيا الزرقاء يمثل انتفاضة كبيرة نحو استخدام طاقة نظيفة ومستديمة، ومتوفرة أيضاً في متناول الجميع.

وفي نهاية المقال نحب أن ننوه أن الامونيا الزرقاء تلعب دورًا محوريًا في التحول نحو الطاقة النظيفة، وذلك لأهميتها الكبيرة وحدوثها لطفرة في عالم الطاقة النظيفة، ونرجو أن ينال هذا المقال إعجابكم.