يُقال أنّ الثروات تُصنع أثناء فترات الركود الاقتصادي ولكنّ هذه الثروات تظهر فقط عندما تبدأ الأسعار في الارتفاع، فهل ينطبق هذا القول على حالة الاقتصاد اليوم؟ وهل يجب أن تستغل الفرصة في الاستثمار؟هل يجب أن تستثمر أموالك خلال أزمة الكورونا؟
أدت الإجراءات المتخذة للتخفيف من تأثير جائحة فيروس كورونا المستجد حول العالم إلى بعضٍ من أكثر التأثيرات السلبية حدةً على الاقتصاد في العصر الحديث، فقد بلغت حالات البطالة حداً غير مسبوق نظراً لتوقف الكثير الأعمال أو معاناة بعضها من العوائق بسبب منع التجمعات البشرية. كما انهارت أسعار النفط وتمّ تداوله مؤقتاً بأسعارٍ سلبية بعد أن انعدم الطلب عليه وامتلاء مستودعات التخزين لدى المورّدين.
بشكلٍ عام، قدّرت صحيفة The Wall Street Journal أنّ إجراءات الوقاية من الكورونا قد أدت لإخراج أكثر من ربع الاقتصاد الأمريكي من الخدمة، كما يُعتقد أنّ الهبوط الاقتصادي سيصبح أسوأ مع استمرار الجهود المبذولة لتجنب الوباء. وفي هذه الظروف قد يكون آخر ما يمكن أن تفكر به هو استثمار أموالك. فعلاً الجواب للسؤال المتعلق بالاستثمار خلال الجائحة هو لا، ولكن …
هل يجب أن تستثمر أموالك والربح الآن ممكنان حقاً؟
الأساسيات التي تحتاجها قبل الاستثمار خلال أزمة كورونا
إن كنت تمتلك أساساً مالياً متيناً فقد تكون هذه الفترة وقتاً مثالياً للاستثمار في الشركات التي من المحتمل أن تنجو من الأزمة وتنهض بقوةٍ بعدها. وهنا نؤكّد على أهمية امتلاكك لأساسٍ ماليٍ قوي فأنت لا تريد أن تجد نفسك مضطراً لبيع هذه الاستثمارات للحصول على المال، فبيع الاستثمارات في سوقٍ مستمرٍ في الهبوط هو الوصفة المثالية لخسارة المال.
بشكلٍ عام امتلاكك لأساس مالي قوي يرتكز على عدة عوامل رئيسية أهمها:
هذا لا يعني بالطبع عدم امتلاكك لأي دين بل يعني أنّ هذا الدين يجب أن يكون ذا معدل فائدة منخفض، ويتطلب دفعاتٍ منخفضة مقارنةً بمستوى دخلك كما يجب أن يخدم هذا الدين هدفاً واضحاً في المستقبل. فإن كان قرضك لا يُحقق كافة الشروط السابقة فعليك إيفاؤه قبل التفكير في أن تستثمر أموالك.
يمكنك دائما التواصل مع مستشار خاص عبر الدردشة الحية للموقع، لكي تجد كل الأجوبة و التوجيه الصحيح.
إستشارات من مختصين في المجال مجانا سنوات من التجربة بين يديك
يجب عليك أن تستثمر المال المتبقي بعد تسديد كافة الفواتير والتكاليف، وهذا يتضمن الفواتير الدورية والمفاجئة أيضاً والتي يمكن أن تظهر في أية لحظة. فإن لم تكن إيراداتك أعلى من نفقاتك فأنت لست في وضعٍ يسمح لك بالاستثمار، وعليك أن تعيد النظر في نفقاتك والتخلص من النفقات غير الضرورية والعمل على تقليل النفقات الأخرى.
من الضروري أن يكون لديك على الأقل مبلغ $1,000 مخصص للحالات الطارئة قبل أن تُفكر في الاستثمار في هذا الوضع، فمع توقف الشركات عن العمل قد تكون وظيفتك مهددةً بالزوال غداً أو في اليوم الذي يليه. إن كنت تضمن أنّ وظيفتك غير مهددة، فلا بأس في أن تبدأ في الاستثمار وإلا فالأفضل أن يكون لديك ما يُعادل نفقات الحياة لحوالي 3 إلى 6 أشهر كضمان.
التركيز على الفوائد بعيدة المدى سيكون دليلك خلال الاستثمار في أزمة كورونا
الآن وبعد التأكد من امتلاكك لكافة الأساسيات، فأنت جاهزٌ للاستثمار في الأسهم خلال جائحة كورونا. وهنا يجب أن تتذكر دوماً أنّك تبحث عن استثمارٍ تحصد نتائجه بعد سنوات، أي أنك لن تبيع أسهمك قبل 5 سنواتٍ مثلاً وبذلك ستكون قد استثمرت بشكلٍ ذكي لسببين:
السبب الأول هو أنّ سوق الأسهم شديد التذبذب وهو أمر أصبحنا نعرفه جيداً خلال الفترة القصيرة السابقة، فالتركيز على الأرباح بعيدة المدى سيُجنّبك القلق بشأن التذبذب وسيمنعك من التفكير بأسهمك على أنها وسيلتك للحصول على المال اللازم لتأمين متطلبات الحياة اليومية.
السبب الثاني هو أنّ قوة الشركات ونموها على المدى الطويل أهم بكثير لنجاح أسهمها من تذبذبات السعر اليومية في الأسواق. والتركيز على المستقبل البعيد والفوائد بعيدة المدى يساعدك على التركيز على أساسيات الأعمال للشركات التي تقرر الاستثمار فيها، وعلى معرفة إن كان انخفاض الأسعار الحالي بسبب حالة الذعر في السوق يمثّل لك فرصةً لشراء المزيد من الأسهم بسعرٍ أقل وبذلك ستمتلك فرصةً أفضل لاتخاذ قرارات شراء أفضل.
أبقِ عينك على الأهداف البعيدة وابتعد عن إغراء الربح السريع
نعود لتذكيرك من جديد أنّه ورغم أنّ امتلاكك للأساسيات في البداية وتركيزك على المستقبل البعيد هما ما تحتاجه للوصول إلى الاستثمار الناجح خلال أزمة كورونا، إلا أنّ الأهم هو تأكّدك من قدرتك على الاحتفاظ بتلك الاستثمارات إلى حين استقرار السوق وعودة الانتعاش الاقتصادي، فمهما كانت الأرباح التي ستجلبها لك الصفقات قصيرة المدى إلا أنّ الفوائد الحقيقية لا تظهر إلى مع عودة السوق إلى سابق عهده.
اتبع قواعد تستثمر أموالك المعتادة وقدر مخاطرتك جيداً
كون الوضع الحالي استثنائي بأخذ العديد من العوامل بالاعتبار، فالاستثمار في أزمة كورونا لا يعني أنك خارج عن قواعد الاستثمار المعتادة، فهذه القواعد مصممة لحماية المستثمرين من المخاطرات الكبيرة جداً والتي تحمل احتمالات خسارة أكبر من احتمالات الربح.
من المهم أن تستمر بتخطيط استثماراتك بشكل حذر ومطول اليوم أكثر من أي وقت مضى، ويجب التعامل مع التغيرات في السوق بنظرة مشككة دائماً، فالتغيرات التي تظهر اليوم قد تمحيها التغيرات اللاحقة. وكوننا ربما لم نصل إلى القاع بعد بالنسبة لسوق الأسهم، فمن المهم الصبر وعدم التعامل مع السوق على أنه سيعود للازدهار بشكل سريع وفوري، بل أن الفترة القادمة ربما تشهد انخفاضات جديدة مثلاً، وعملية التعافي قد تأخذ وقتاً طويلاً يمتد لسنوات وقد لا تشمل الجميع كذلك.
يمكنك دائما التواصل مع مستشار خاص عبر الدردشة الحية للموقع، لكي تجد كل الأجوبة و التوجيه الصحيح.
إستشارات من مختصين في المجال مجانا سنوات من التجربة بين يديك
2 تعليقان
Comments are closed.
[…] الأوبئة التي نشهدها حالياً: مثل جائحة كورونا، بالإضافة إلى العواصف الجوية الكبيرة والاضطرابات […]
[…] ظهور جائحة كورونا تغيرت مجموعة من المفاهيم بما فيها القطاع الصحي وطرق […]