مختارات

ظاهرة العنف, أسبابها وعلاجها

اسباب العنف
اسباب العنف

يقصد بظاهرة العنف في اللغة عدم الرفق، وهو سلوك الهدف منه إيذاء الأخرين أي أن كان الشكل. لذلك تتعدد اسباب العنف في المجتمع، فهناك عنف أسري ضد المرأة والأطفال، وعنف ضد كبار السن. ما يتسبب في التفكك الأسري، وكثرة الجرائم، وأفراد مضطربون نفسيًا بسبب القلق والشعور بعدم الأمان. ولكن من المهم الآن هو أن نقوم بعلاج هذه الظاهرة والتخلص منها نهائيًا لوقف الحروب والخلافات.

ما هي ظاهرة العنف؟

أصبح العنف من الظواهر التي تتسم بها المجتمعات البشرية في العصر الحالي، على الرغم من تطور ظواهر أخرى إيجابية كالتقدم التكنولوجي. ظاهرة سلبية كالعنف تعبر عن انحراف شعور الإنسان، كما تعبر أيضًا عن القسوة والاضطهاد المادي والمعنوي تجاه طرف ما. وللأسف، يوجه العنف دائمًا نحو النساء والأطفال، باعتبارهم شرائح ضعيفة في المجتمع. وما تعدد اسباب ظاهرة العنف، إلا أن وجود هذه الظاهرة يشير وبقوة إلى وجود خلل بالمجتمع، فالعنف ليس إلا رد فعل على وجود فساد أكبر داخل وعي المجتمع البشري.

ظاهرة العنف, أسبابها وعلاجها

اسباب ظاهرة العنف

انتشار ظاهرة خطيرة مثل العنف في المجتمعات لها أسباب متعددة، وخلال النقاط التالية سنحاول حصر بعض اسباب ظاهرة العنف بشكل مبسط، وهي على النحو التالي:

  • يعد الفقر من أشهر الأسباب، حيث يدفع بعض الأشخاص لممارسة العنف ضد الأبناء أو الزوجات كنوع من تفريع الطاقة السلبية، والهرب من تحمل المسؤولية.
  • ارتفاع نسب البطالة في المجتمعات، وقلة فرص العمل خاصة للشباب.
  • تربية الأجيال بالطريقة الخاطئة، أو ما يعرف بالعنف الأسري على هيئة النقد والتحقير وغيرها الكثير من الأساليب التي تزرع في الإنسان أفكارًا مشوهة عن العلاقات والحياة.
  • الجهل، وزيادة الأمية في المجتمع تمنع الأفراد من التطور والتنوير.
  • الرغبة في السيطرة على الأخرين من أبرز مسببات العنف.
  • المواد المرئية التي تبثها وسائل الإعلام، من حروب وأفلام عنيفة تؤثر على الإنسان.
  • ضعف التوعية الدينية أو غيابها.
  • مكان النشأة، حيث تزداد معدلات الجريمة والتحرش والعنف الجسدي في بعض الأحياء.
  • الشعور بالنقص وعدم القبول نتيجة التربية الخاطئة في البيت والمدرسة، ما يدفع الطفل أو الطالب للانتقام فيما بعد.
  • تعاطي المواد المخدرة، والتي تعمل على إحداث أضرار بالعقل والجسم، ما يدفع المتعاطي للاستجابة بعنف على المؤثرات المختلفة.

أبرز أشكال العنف

تختلف اسباب العنف من مجتمع لآخر، ويعتمد ذلك على فروقات بسيطة، مثلاً كمستوي المعيشة. لكن في النهاية، يأخذ العنف نفس الشكل، ويظهر العنف في:

  • الشكل المباشر للعنف: وينقسم إلى نوعين، الأول هو العنف اللفظي، ونقصد هنا الصوت العالي واستعمال ألفاظ بذيئة. أما النوع الثاني، فهو العنف الجسدي الذي يتمثل في التشابك بالأيدي وقسوة المعاملة واستخدام الأسلحة.
  • العنف غير المباشر: مثل الكسل والسلبية واللامبالاة، حيث تصنف هذه السلوكيات ضمن أشكال العنف.

أضرار ظاهرة العنف

ذكرنا اسباب العنف العديدة التي تتشارك فيها جميع المتجمعات البشرية، والتي تتسبب في مخاطر وأضرار جسيمة للأفراد والمجتمع، نذكر منها:

  • شعور الفرد بنقص في الدوافع، كذلك شعوره بنقص القيمة الذاتية.
  • يتسبب العنف في ضياع المهارات الاجتماعية، ما يتسبب في العزلة.
  • انخفاض الإنتاج والرغبة في العمل، بالتالي انخفاض العائد.
  • يخسر الأفراد الفرص التعليمية والاجتماعية، وكذلك الفرص الوظيفية.
  • تزداد المشاكل العقلية مثل القلق واضطرابات النوم، ما يجعل البعض يلجأ إلى المخدرات.
  • يساهم العنف الاجتماعي على التمييز بين الجنسين وعدم المساواة.
  • آلام جسدية بسبب الحروق وكسور العظام والكدمات تستمر لسنوات حتى بعد الشفاء.
  • تكاليف علاجية كبيرة مثل الأدوية والأشعة.
  • معاناة الأطفال التي تنشأ في بيئة أسرية عنيفة من سوء التغذية وغيرها من المشاكل الصحية.
  • كثرة الحروب على المستوى الدولي، والنزاعات الداخلية.

علاج ظاهرة العنف

يجب على الأفراد والدولة اتباع كافة الوسائل اللازمة لفهم هذه الظاهرة الضارة، والتخلص منها نهائيًا من أجل خلق مجتمع صحي مناسب لأطفالنا وللأجيال القادمة. وبعض هذه الوسائل يتمثل في:

  • تثقيف المجتمع ونشر الوعي وتوضيح اسباب العنف، حتى يتم التعامل معها. كذلك توضيح مدى تأثير هذه الظاهرة على جميع أفراد المجتمع.
  • ترسيخ مفاهيم الاحترام والتعاون للحماية من أشكال العنف المختلفة، وتعليم أطفالنا عبر المناهج الدراسية أهمية هذه القيم.
  • مشاركة رجال الدين في نشر خطاب السلام، والمحبة، ورفض العنف والتطرف.
  • نشر ثقافة التفاهم، وتعزيز دور العقل واستخدام الحكمة في العلاقات، للمساعدة في نبذ العنف.
  • توفير فرص تعليمية مناسبة للشباب، وأيضًا توفير فرص عمل تمكنهم من بناء حياة كريمة.
  • توضيح مدى أهمية دور الحوار للشباب، عن طريق فتح مساحة لهم للتعبير عن أراءهم واحتياجاتهم.
  • دراسة ظاهرة العنف من كافة الجوانب النفسية والاجتماعية.
  • الاعتراف بأن العنف ليس الوسيلة المناسبة للتعبير عن الغضب، وتعلم كيف يمكن للتفاهم أن يحل محل العنف لحل الخلافات!

تعكس اسباب العنف بشكل عام غياب المساواة الاجتماعية والاقتصادية بين الناس، مع ذلك، وعلى الرغم من انتشار هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة بشكل كبير، إلا أن طرق التخلص منها ليست بالمستحيلة، حتى نخلق مجتمعًا صحيًا واعيًا ذا إنتاجية عالية.

1 Comment

Comments are closed.